القسم العاممختارات

بسبب عنوان الصفحة الأولى في صحيفة»أفريكا» بشأن عفرين،الصحفي القبرصي شينير ليفنت يواجه تهمة، عقوبتها تصل إلى خمس سنوات سجن

جريدة الوحـدة*


تناقلت وسائل إعلام عديدة مضمون تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) يوم الأحد 16 كانون الأول 2018، عن الصحافي القبرصي التركي شينير ليفنت رئيس تحرير جريدة «أفريكا-AFRIKA» وتعرضه لضغوط كثيرة، من محاولة اغتيال وسجن إلى محاكمات متتالية، والذي واجه سياسات الحكومة التركية خلال عشرين عامٍ من عمله في صحيفة صغيرة تُباع منها /1500/ نسخة في (جمهورية شمال قبرص التركية)، تعداد سكانها لا يتعدى 300 ألف نسمة، ويواصل نشرها ورقياً عبر مطبعة قديمة في نيقوسيا. كما واجه غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعا «الأخوة في شمال قبرص إلى القيام بالردّ اللازم»، إثر نشره لمقال بعنوان «من حركة السلام إلى حركة غصن الزيتون»، بتاريخ 21 كانون الثاني 2018، أي في اليوم الثاني من العدوان على عفرين، العدد /5869/ الذي كُتب على صدر صفحته الأولى مانشيت عريض «من تركيا حركة احتلال أخرى».
وفي يوم الأحد 22/1/2018، هاجم مئات من قوميين متطرفين تُرْك مقرّ الصحيفة على مرأى من الشرطة القبرصية التركية، ورشقوه بالحجارة والزجاجات.
وقالت وكالة الأنباء القبرصية (الجنوبية) حينها: (أنزل المتظاهرون شعار الصحيفة من خارج المبنى وكسروا النوافذ وألحقوا أضراراً بمكاتب الصحيفة، مما اضطر الموظفون الذين كانوا في المبنى إلى حماية وتحصين أنفسهم… وبعد تدخل الشرطة، تم فض التجمع وألقي القبض على شخصين تسلقا سقف مبنى البرلمان المقابل لمقرّ الصحيفة ولوحا بالعلامة التركية والذئاب الرمادية، حيث تم إطلاق سراحهما لاحقاً… وقد أدانت أحزاب سياسية ومنظمات أخرى الهجوم، من الجانبين المقسمين في قبرص، قائلة إنها تعد إهانة لحرية التعبير وتشكل تدخلاً من انقرة… إضافة إلى ذلك، حوّلت حكومة جمهورية قبرص إلى الأمم المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بلاغاً عن الموقف التركي ضد صحيفة «أفريكا « ودعتهم إلى اتخاذ إجراءات لحماية الصحفيين وحرية الصحافة والكلام في المناطق الخاضعة تحت الاحتلال التركي من قبرص)، وأضافت الوكالة أن وزارة الخارجية القبرصية: « تدين بشدة مرة أخرى الحادث الذي كان بلا شك نتيجة للتحريض العلني الذي قام به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان».، ورفعت أيضا القضية إلى المعنيين في المؤسسات الأوروبية «الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا» من أجل التدخل لحماية حرية التعبير وحرية الصحافة. ويومي الجمعة والسبت 28-29/1/2018، خرجت أيضاً تظاهرات متضامنة مع الصحيفة.
وحسب تقرير (أ ف ب)، يواجه ليفنت حالياً ثلاث قضايا في شمال قبرص بتهمة «التشهير بقائد أجنبي» و»إهانة الدين» و»نشر معلومات خاطئة بنية خلق الخوف والذعر بين السكان»، ويواجه الصحافي عقوبة بالسجن تصل مدتها إلى خمس سنوات بسبب عنوان الصفحة الأولى بشأن عفرين ورسم كاريكاتوري لأردوغان انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وأعادت الصحيفة نشره. ورأت منظمة «مراسلون بلا حدود» أن هذه الملاحقات «غير متكافئة». ويتخوّف محاميه من أن تكون هناك ملاحقات جارية في تركيا أيضاً. ونوه التقرير أن القبرصي التركي السبعيني الذي غزا الشيب شعره، يقول «هناك دائماً ثمن يجب أن ندفعه لحرية التعبير. لكن علينا معرفة كيف نتخلص من مخاوفنا». ففي العام 2002، سُجن مع زميله ممدوح اينر نحو شهرين لـ»إهانة» الزعيم القبرصي التركي حينها رؤوف دنكتاش. وفي العام 2011، حاول رجل يعتبره «خائنا» اغتياله، ومن حينه، يحمل دائماً مسدساً.
وذكر التقرير أن بولين أديس-ميفيل، المسؤولة في منظمة «مراسلون بلا حدود» في الاتحاد الأوروبي ودول البلقان ترى أن «صحافيا مستقلاً يرفع صوته وينتقد تركيا مثل شينير ليفنت يمكن أن يخشى الأسوأ».
هذا وتحتلّ تركيا المركز /157/ بين 180 دولة في الترتيب العالمي لحرية الصحافة لعام 2018 لدى منظمة «مراسلون بلا حدود»، وحسب مصادر تقرير (أ ف ب) هناك أكثر من /160/ صحافياً مسجوناً في تركيا.
ويُذكر أن المجتمع الدولي منذ العام 1974، يعتبر الشطر الشمالي لقبرص محتلاً من الجانب التركي، حيث تنشر فيها أنقرة نحو /35/ ألف جندي من جيشها. وقد فشلت محاولات متكررة للأمم المتحدة في تحقيق السلام وتوحيد الشطرين بدولة موحدة.


كان اسم الصحيفة لدى صدورها أول مرة عام 1997 «AVRUPA»، وبسبب معارضتها لسياسات رؤوف دنكتاش رئيس شمال قبرص السابق، تعرضت لمضايقات ومحاكمات وغرامات مالية، حيث تمت مصادرة ممتلكات الصحيفة وإيراداتها عام 2001، وفي عام 2004 هاجمت مجموعة متطرفة على مكتب الجريدة بسبب تأييدها لخطة الراحل كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بخصوص أزمة قبرص.

* جريدة الوحـدة – العدد 303 – كانون الأول 2018 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

لا يتوفر وصف للصورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى