القسم العاممختارات

النقد الذاتي-قيم مفقودة …

باهوز كرداغي*

إن عدم تحمل المسؤولية السياسية بالشكل المطلوب والهرولة المتزايدة باتجاه المبالغة حيناً والتبرير حيناً آخر، يكشف لنا مدى ضعف وهشاشة القرار السياسي الكردي في كل تحولات المشهد السياسي، وبشقيه الكردي والسوري عموماً، حيث أن ما نشهده من حالة التشدد السياسي القائمة فيما بين قوى وأطراف الحركة الكردية، يكشف مرةً أخرى، تلك الحقيقة والظاهرة السلبية دون أدنى شك، من انقسام عامودي وتنافر قوي فيما بين أقطابها، حيث تُشكل هذه الحالة وبهذه الشدة التي لم تشهدها الحركة الكردية من قبل، حالة دراماتيكية عبر كل تاريخها السياسي، وهي تقف الآن على أعتاب مرحلة في غاية الخطورة والحساسية، بناءً وعلى ضوء كل تجليات وتطورات الحالة السورية التي ماتزال تتجه باتجاه المزيد من التعقيد والصراع، خاصة كل ما يتعلق بالحوار والتفاهم الوطني.

إن اصرار جميع الأطراف على حالة اللاحوار واللاتفاهم واستمرار البقاء في حالة التقوقع الذاتي، يزيد من حجم المخاطر والأعباء، ويزيد من حالة  اليأس والعجز لدى أبناء شعبنا الذي مازال يسعى إلى حالة أفضل في التعاطي السياسي الداخلي، يكون عنوانه الأساسي حماية وتقوية العامل الكردي باتجاه بلورة حقيقية لموقف سياسي كردي موحد وفاعل، عبر صيغ وأشكال تناسب ضرورات المرحلة وضرورات العامل الذاتي وتقويته أكثر، بغية تثبيت حقوق ومطالب شعبنا الذي لا يزال يتعرض لأبشع تلك الحملات التي تستهدف وجوده ومستقبله، حيث يجب التركيز هنا بكارثة عفرين وفصولها، كما يجب التركيز أيضاً بآنه لا يمكن لأي طرف من هذه الأطراف مهما حاول بمفرده من أن يتحمل كل هذه المسؤوليات الكبيرة، إذا لم يتجه باتجاه العمل الجماعي والمؤسساتي، وبشكل متكامل ومتلازم، حيث لا يمكننا تأمين هذا الشرط إلا عبر الرجوع أو الركون إلى نقطة الارتكاز الأولى والأساسية، والتي تكمن في وحدة الموقف السياسي الكردي، بالضد من كل الخلافات والتناقضات، حيث تقع المسؤولية أيضاً على كل الذين لم يدركوا ويقتنعوا بَعد أهمية هذا المبدأ، بأن لا يضعوا المزيد من العراقيل أمام هذا المسعى والمطلب النبيل الذي بات خياراً وحيداً وحصرياً من جملة كل تلك الخيارات في العمل السياسي الكردي الطويل دون أدنى شك.

* جريدة الوحـدة – العدد 302 – تشرين ثاني 2018 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى