آخر عباقرة النمسا يودع الحياة في فيننا (ارنست فوكس) الفنان الشامل
فنان لن يتكرر في تاريخ النمسا..!!
—————–
النمسا
ودع (ارنست فوكس) الرسام والنحات والمصمم والمهندس المعماري والملحن والشاعر الرومانسي والفيلسوف الحياة ،اواخر عام 2015 عن عمر ناهز 85 عاما من الابداع والاوجاع والامال والعشق ويعد بدوره واحداً من مؤسسي مدرسة فيننا الواقعية الرائعة. لقد كان الفنان الشامل الراحل من اهم الفنانين النمساويين في النمسا والعالم شهرة وقد تخطت سمعته واسمه حدود النمسا وليغدوا فناناً عالمياً وممثلاً للنمسا في المحافل الدولية ومن اعماله الساحرة التي تبرز الوجه الجميل لفن التصميم والعمارة وهي كنيسة القديس يعقوب في بلدة(تال) بالقرب من مدينة غراتس صنعت من الزجاج والحجارة وخلال زيارتي لها ادهشتني مقاعد الكنيسة في الصالة والمصنوعة من الحجارة(الحصى) الصغيرة والنظرة من الوهلة لهذا العمل الكبير يتصور الزائر بانها احدى اعمال الفنان الخالد (هوندرت فاسر) وكذلك نافورة (موسى) في مدينة (بيرن باخ) ولتكون اضافة رائعة الى كنيسة (بيرن باخ) للمصمم الكبير(هوندرت فاسر).توفي الفنان (فوكس) في احدى المستشفيات النمساوية في فيننا بعد ان كبر به العمر واصابه الوهن وارهقه العمل والعمر،فهذا ما صرح به ولده (تيلمان) في تصريح صحفي. لقد كانت الاسرة حاضرة حين ودع الفنان الحياة واقفل عينيه ووفقاً لرغبته ووصيته الشخصية بأن يدفن الفنان في مقبرة(هيتيل دورف) اتفقت الاسرة بان يحددوا يوما معيناً للدفن. الهم الفنان (فوكس) اجيالاً وترك وراءه ارثاً واعمالاً فنية ضخمة كرسام ونحات وشاعر ومصمم وملحن وكانت عائلته تشيد بشخصه واعماله كثيراً وكذلك بكرمه وعفويته وتفاؤله بالحياة وبأن ذكراه ستعيش معهم ابداً.اقيم للفنان الراحل اكثر من مائة معرض شخصي وعالمي وباعتباره احد مؤسسي مدرسة فيننا الواقعية الساحرة لذا اكتسب سمعة كبيرة محلياً وعالمياً وليقام له اكثر من مائة معرض شخصي عالمي ضخم واكثر المعارض تكفلت بها الغاليريات العالمية الكبيرة. وبمناسبة عيد ميلاده الثمانون عرضت مجموعته الساحرة في فيننا، في قصر(بالفي) للجمهور وهناك ايضاً وفي عام 2013 افتتح الفنان الراحل (فوكس) اكاديمية فن الرؤى وهي مدرسة فنية خاصة مع الاتجاهات المعاصرة الفنية التربوية وكذلك من خلالها يمكن العودة الى اساليب الرسم الكلاسيكي والتقنيات القديمة. بجنب اعماله الساحرة تفوق الفنان في خلق عالم ساحر من المنحوتات والرسومات والقصائد والاغاني ورسومات توضيحية للكتب ناهيك عن اعماله في فن العمارة والتصميم والمشاريع الكبيرة التي غدت بوابة كبيرة للنمسا صوب العالم الخارجي والتعرف على فنون تصاميم (فوكس) مثل كنيسة القيامة في كنيسة القديس(آيكيد) في مدينة (كلاكين فورت) والتي تعد بدورها من اضخم الاعمال التي عمل فيها واستغرقت العمل فيها 20 عاماً. لقد حصد الفنان خلال مسيرته الفنية والتي استغرقت 7 عقود على جوائز وشهادات تقديرية وفخرية واوسمة ومنها: جائزة مدينة فيننا للفنون البصريةعام 1972 ، جائزة الصليب الفخرية النمساوية من الدرجة الاولى للعلوم والفنون عام 2004 وقلده اياها الرئيس النمساوي الراحل (توماس كليستل)عام 2004،اكبر جائزة فخرية لاقليم كيرنتن النمساوي عام 2010، جائزة شرفية ذهبية في العاصمة فيننا على دوره وخدمته للفنون عام 2010 وعلى اعماله الخالدة والتي ستظل الخيط الرائع والساحر الذي سيربطه بالانسانية والعالم ومن هذه الاعمال الخالدة وهي: كنيسة القديس يعقوب في تال،نافورة موسى في مدينة(بيرن باخ)،طابع خاص تذكاري بريدي وفيه يبرز الفن الحديث النمساوي عليه،قبر الموسيقار والملحن(مون دوك)،وفي عام 1970 بدأ الفنان (فوكس) في العمل في مجال التصميم الداخلي للافلام والمسارح ودور الاوبرا والباليه،وفي عام 1972 قام بشراء فيلا من (اوتو فاكنر) في فيننا واعاد تصميمها وتشكيلها،وفي عام 1988 افتتحت الفيلا كمتحف خاص لمجاميع واعمال(ارنست فوكس) واليوم يعد وقفاً للفنان الخالد (فوكس) وتعرض كل اعماله وتنتشر الالوان في كل اركان المتحف وهو عاشق الالوان والربيع وكل الفصول..لقد كان الفنان يعيش في (مونتي كارلو) وفي زياراته الى فيننا كان يرقد في فنادقها.
لقد كان الفنان الراحل شخصية محبوبة من المجتمع النمساوي وكان حضوره بقوة منذ طفولته وكما يصوره الاعلام النمساوي بانه كان الطفل العجيب وتحولت طفولته الى عالم ساحر في حياته. ولد(فوكس) عام 1930 وهو الابن الوحيد لعائلة يعمل فيها الوالد تاجراً للاشياء القديمة وبدأت علامات الذكاء على الطفل الخارق في وقت مبكر من عمره ودخل ايضا اكاديمية الفنون الجميلة في فيننا عند (البرت باريس غوترسلون).
اعمال الفنان الراحل(فوكس) مستوحاة من كتب الاديان القديمة ومن اللوحات القديمة وكذلك تسيطر على اعماله الزخارف الدينية والاساطير والرؤى بالاضافة الى حبه للنساء بصورة فائقة ولذلك صور النساء العاريات تكثر في لوحاته وحتى منحوتاته وفي حركات مختلفة،ولحظة الاعلان عن موته صدرت كلمات في حق الفنان الذي وهب حياته لبلاده وفنه في كل المجالات وقال وزير الثقافة النمساوي(اوستر ماير) بان فوكس هو فنان العالم وقال مدير قصر (بيلفدير) بان خدمات فوكس للحركة الفنية النمساوية كانت كبيرة.
ركز الاعلام النمساوي بصورة مكثفة على رحيله بالرغم من ان موجات تدفق اللاجئين على النمسا اخذت حيزا كبيرا في الاعلام النمساوي الا ان فوكس كان حاضرا بقوه ايضا خلال رحيله .لقد كتبت الكتب حول اعماله والبرامج الوثائقية وللطلبة في المدارس لهم حصة كبيرة في اعمال (فوكس) وبهذا خسرت النمسا عملاقاً كبيراً ربما لن يتكرر في تاريخ النمسا في رحيل (فوكس) ..!!