صغيري الذي لم تبكِ
بعد رجم الموت
في حضنك
آلاف القصائد الممزقة
من عشاق الشمس
على شرفات البحر
وفي حلقك
زَبدٌ من كحل ملائكة
ارتطمن بشباك الحرية
على هدير الموج
صائم أنت من اللهو
والموج يداعب أنامل الوطن
فدميتك
تغازل البيانات
وحضن ريحانة
يحتضن الجمرات
في هدأة المعاول
فلا استغاثات غالب
ولا عويل عبدالله
يزيح القارب من كماشة القصف
إليك دمعة
لتبكي الوطن من هول الرحيل
إليك حفنة ابتسامات
لتغزل منها ضميراً
في أروقة الأمم
إليك فردة حذاء
لتصفع فوهة الطلقات
فحذاؤك يشبهني وسكون المقابر
نم يا صغيري
فالكل نائم
إلا من الـ جعجعات
حتى النجوم
تراقب سقوط النيازك
وهي تنتحر
صغيري الذي ركلتنا
وركلت البحر بحافة قدميك
ولم تصرخ
ولن تصرخ
أبكيتنا
قبل أن نفتش في جيبك
عن بطاقة الانتماء
سخرت منا
قبل أن يعانق القاتل قاتلك
وأنت الذي
دفنت مع الموج
كل الشعارات
كل اليافطات
وكل الريش المكسوة من أجنحة النوارس
على جلود التماسيح
لن يسألك القبر من أين أتيت
وأية شهادة نطقت
فكل استمارات الموت قد امتلأت
والقافلة تنتظر حتفها
بين قتيل وغريق
بين أعناق دقت بسواطير الجبن
ونعوش تاهت في مستنقع المسميات
من خائن ومرتد وشهيد وشبيح
وليس لحفار القبور إلا
لملمة الأشلاء على رقعة شطرنج
ويهيل التراب على خريطة
كتب عليها يوماً
هنا سوريا
نم يا صغيري
فكلنا إلى جوارك
نطلق زفرات الحياة
ونرقد في كفن الموت
دون صوت ..
دون صمت
5/9/20015