أدب و فنالقسم العام

رحيل ملك المسرح النمساوي وفنان اللغة والخيال الواسع (هيلموت لوهنير)…

بدل رفو

الرئيس النمساوي حزين والمشهد الثقافي حزين على رحيلة

غراتس\النمسا

ودع ملك المسرح النمساوي الفنان الكبير (هيلموت لوهنير) الحياة عن عمر يناهز 82 عاماً ،عمر ملئ بالمسرحيات والافلام السينمائية والنشاطات الفنية والادارية. موته يعني للنمسا وللمسرح والفن النمساوي خسارة كبيرة لاتعوض. لقد كانت مكانة الفنان الراحل كبيرة عالميا واثنى على مشواره الفني الكثير من الفنانين والسياسيين العالميين وقد ادى في حياته الكثير من الادوار المعقدة في المسرح.  بالنسبة لدار مسرح (يوسف شتات) كان موته صدمة كبيرة  وان الراحل وهب نصف حياته للمسرح وكان يعده الشريك الاكبر لمشوار الحياة. بمناسبة موته المفاجئ عرض تلفزيون النمسا القناة الثالثة الثقافية حوله تحت عنوان ثقافة اليوم برنامجاً ثقافياً  وهو يعد من البرامج الخاصة. الفنان الراحل من مواليد 1933ـ فيننا  وودع الحياة في 23\6\2016 . عمل في المسرح النمساوي كمخرج وكممثل نمساوي.تقام سنويا في مدينة سالزبورغ احتفالية سنوية وتغدو المدينة قبلة الفنانين الناطقين بالالمانية والعالميين وترك هناك بصمة واضحة من عام 1990 ولغاية 1994 بعرض عمل رائع وهو (ايدرمان).عمل مديراً لمسرح(يوسف شتاد) في فيننا من عام 1997 ولغاية 2006 ولذلك له بصمات كبيرة على المسرح في فيننا بالاضافة الى عمله في مسارح كثيرة في اوربا ومنها فيننا،كلاكين فورت،برلين،ميونيخ،هامبورغ،دوسلدورف،زيوريخ وكان يتنقل كثيرا ما بين المسارح وقد شببهه احد معجبيه بانه مثل النحلة التي لاتقف على زهرة واحدة فقط!!

خلال مشواره الفني وحياته الطويلة حصد الكثير من الجوائز التقديرية والميداليات اكراما لجهده في ابراز صورة المسرح النمساوي للناطقين بالالمانية والعالم ومن هذه الجوائز:ميدالية كاينز عام 1980، جائزة الكاتب النمساوي الكبير الراحل يوهان نيستروي عام 1988،الميدالية الذهبية الفخرية لمدينة فيننا عام 1991،جائزة نقابة الممثلين عام 1992،جائزة النمسا للعلوم والفنون عام 2004..وجوائزاً كثيرة اخرى.

لقد تنوع نشاطه الفني وفي مجالات فنية مختلفة بالاضافة الى الادارية ايضا ومنها في الاوبرا ولعب ادوارا مهمة مثلا  اوبريت يوهان شتراوس ـ ليلة في البندقية ـ عام 1999،يوهان شتراوس(الابن) الخفاش ـ عام2012،فرانس ليهرار وعمل غراف لوكسمبورغ ـ عام  2008، والكثير من الاعمال الاخرى ولكبار الكتاب والادباء ولعب ادواراً رئيسية مهمة ومعقدة وتجذب النظر والفكر خلال حياته.

للفنان الراحل حكاية طويلة مع السينما فقد كان يعشقها ولذلك ارتبط بها كثيرا وترجع الى عام 1956 مع فلم حكايات مدينة سالزبورغ  ومن الافلام التي كانت له بصمات واضحة عليها :الضحية السابعة،في الطابق السادس،دائما اريد ان انصت لك،ارملة مع خمس بنات،حاكم دون تاج،الكاذبة الجميلة،القسم الاخير..وافلاما اخرى ارتبطت باسمه لغاية عام 2013 ولانه كان كل عام يشترك في فلم سينمائي او فلمين لغاية 1990  وكذلك سلسلة مسلسلات تلفزيونية ومنها:المتحف البوليسي،هروب من دون نهاية،الكلب الجميل ومسلسلات اخرى.

بعد عام 1990 تفرخ للمسرح بصورة مكثفة وعمل الفنان فترة طويلة في مسرح(يوسف شتاد) والذي كان يعده بدوره قطعة من قلبه وحياته ولذلك اتشح المسرح بالسواد. يعد الفنان(هيلموت) ثروة عظيمة للبلاد وادى ادوارا رئيسية واجاد الادوار الدرامية والمعقدة ولكبار عمالقة الادب النمساوي واما دور المدينة في حياته فكانت العاصمة فيننا المكانة النموذجية في اعماله حيث يجد فيها راحته النفسية والتآلف مع الاخرين  وبالرغم من ذلك كان يلقب دائما بالفنان العصبي ولكنه يكان يعمل الذ عصير في النمسا بيده!!.

لقد كان من المقرر بأن يلعب الفنان الراحل في شهر كانون الاول ومن اخراج الفنان الكبير( هيربرت فوتينكر) ضمن عمل للكاتب المسرحي والشاعر(بيتر توريني)  ـ(انا تول) في مسرح (يوسف شتاد) ولكن الموت فاجاه ولم يتركه بان يؤدي آخر ادواره وفي مسرح قريب من روحه! للعلم بأن آخر عمل للفنان الراحل كان(مرة اخرى الاحد) مع الفنان (اوتو شيك).

رحيل الفنان(هيلموت لونير)  يعد خسارة لاتعوض للمسرح النمساوي وللمنطقة الناطقة بالالمانية ورحيله يعني الوجع والالم للمسرح النمساوي وعشاق فنه وللذين يعرفونه عن قرب فهذا كان رد فعل وكلمة مسرح (يوسف شتاد).

كان يسمى الفنان الراحل بفنان اللغة والخيال الواسع ودفق الاخلاص والانتماء للخشبة وللمسرح واما بعيداً عن المسرح والاعمال المسرحية فقد كان رجلاً متواضعا ومتسامحاً  ولهذا حين سمع الرئيس النمساوي هاينز فيشر بموته صرح مباشرة  حول رحيله  بانه لحزن كبير جدا فينا وفي كل انحاء المشهد الثقافي النمساوي.واما المستشار النمساوي(فيرنير فايمان) قال كلمته ايضا بان هيلموت لوهنير قد  كان من اكبر من فنان كبير،وكان انساناً رائعاً ومثقفا كبيراً وكانت له علاقة متينة بخشبة المسرح في المنطقة الناطقة بالالمانية وعلى المسرح كان احتفاله، هذا ماقاله المستشار واما رفيق دربه المخرج والفنان( اوتو شيك) قال بانه كان نصفه الاخر ورفيق دربه والثنائي الذي كان يكمله وكان الراحل رائعا حتى في صراعه مع الموت.!!

في اليوم الثاني كتبت الصحافة النمساوية والاعلام بصورة كثيفة حول رحيله وبرزت مسيرته ومشواره  وكان موته صدمة بعد ان تعود النمساويون في كل عام على ان يرحل احد عمالقة الفن النمساوي ففي العام الماضي رحل الفنان(اودو يورغن) وقبلها الفنان العالمي النمساوي(ماكسيميليان شيل) واليوم (هيلموت لوهنير) ولكنهم يسجلون التاريخ الجميل لدولة النمسا والفن الانساني بامتياز.!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى