أدب و فنالقسم العام

أغنيةٌ وشعب … غربةٌ …. قدَّ من دبْرٍ …

قصائد: أحمد عبد الرحمن جنيدو

أغنيةٌ وشعب
غنِّ السنابلَ فالحصادُ ســــــــــبيلنا
والقمحُ يرقصُ للغناءِ على فمــــي.
ورغيفنا الممسوسُ من شـــيطانهمْ
مازالَ يرجعُ في العطاءِ ومن دمي.
جرحَ الغريبُ صلاتَنا، وتكالــــبتْ
أمم البغايا حُطّمتْ في أعظمـــــي.
ولجَ الصباحَ صغيرُنا في صرخةٍ
شــــــــــــــــدّتْ أصابعَنا ولمْ تتكلّمِ.
تلك العروســـــةُ في دمشقَ زفافُها
وعريسُــــــها الموعودُ زفَّ لأنجمِ.
تلك الشــــــــــهادةُ دربُهمْ ودروبُنا
يمشــــي البعيدُ وآخرٌ في معصمي.
يا شـــــمســــــــنا آن الأوانُ لأمّةٍ،
نزفتْ طويلاً من كلابِ الأعجـــــمِ.
باعـــــوا الترابَ، ولمْ تزلْ أكذوبةٌ،
تحكـــــــــي المنايا للحقودِ المغرمِ.
في تربةِ الأصفادِ تنشــــــفُ دمعةٌ،
والقـــــيدُ في الأرواحِ قبلَ المعصمِ.
يغـــــــــــدو الفراغُ مدينةً بجمالِها،
تتســــــــــاقطُ الأوراقُ قبل الموسمِ.
في جرحِنا النيرانُ تنهــشُ بعضها،
والآهُ تشــــــــهقُ في البدايةِ مؤلمي.
يا مـــــــــن أراكمْ في دماءِ أخوّتي،
باعتْ قريباً أمّتي، لم تحلمـــــــــــي.
جاعتْ صغـــــــارٌ ربُّ بيتي زاهدٌ،
صــــوتٌ تكمْكمَ في الحقيقة أبكمي.
ــــــــــــــــــــــــ
15/3/2014
============
غربةٌ
غربةٌ، والأســــــــماءُ لوحٌ وحرفُ.
والليالـــــي في الظلمِ حزنٌ وخوفُ.
رقمٌ إنســــــــــــــــــانيّتي يا بلادي،
في جراحِ الإيمانِ هلْ مرَّ ظرفُ.؟!
طأطأتْ رأســـــــــاً للخنوعِ وقالتْ:
شاخَ في الجوعِ شـــامخٌ، ملَّ قطفُ.
أيّها الحادي طعنةُ الروحِ أقســـــى،
إنَّ في الأجســـــــــادِ ابتهالٌ ونزفُ.
تلك عيناكِ تســــحرُ الصمتَ منّي،
وتذيبُ الســـــــــــهادَ، تعلو، وتهفو.
أمســـحي شعراً للمدى في غروبٍ،
نورُ أمّي رغـــــم الجراحاتِ يصفو.
لحظةٌ للأحلامِ تبـــــــــــدو احتراقاً،
في أنينِ القضبانِ نبضُــــــكَ قصْفُ.
أيُّ ذنبٍ طفولةُ الجـــــــــــرحِ تدمي،
في ترابٍ يبنــــــــــي الحقيقةَ عرْفُ.
غربةٌ والجـــــــــــــــراحُ بيتٌ وخبزٌ،
وغطاءٌ في بردِنا صـــــــــــارَ يغفو.
ثورةٌ في الأمواتِ قامــــــــتْ تنادي،
وجــــــــعُ الصبرِ في النهايةِ صرْفُ.
لن أحبَّ الأنســــــــــامَ حين تهادي،
صــــــــــورةُ الطفلِ في التقيّدِ طيفُ.
يحفـــــــــــــــرُ البثَّ زاهدٌ ببصيصٍ،
وصليبُ التخوينِ في الصدرِ خسْــفُ.
كمْ عبرنا النيرانَ شــــــــــعبٌ عراةٌ،
وحفاةٌ يجمّلُ القبـــــــــــــــــــحَ نتْفُ.
ونزيحُ الأغـــــــــلالَ عن ضحكاتٍ،
فيعيدُ الســـــــــــــــماءَ سطرٌ وعزْفُ.
غربةٌ تمشـــــــــي في الجوى لأساها،
يغلقُ الفجـــــــــرَ في الندامةِ عصْفُ.
ويطيحُ المقتولُ بالمـــــــــــوت دوماً،
يقلبُ الســـــطوَ، كي يرى الغدَ خلْفُ.
في خيامٍ للدمعِ ألف ســــــــــــــــؤالٍ،
في اللظى يخنقُ النســــــــائمَ طرْفُ.
قدْ هربنا من الرصـــــــــــاصِ بظنٍّ،
طفلةُ ترمـــــــــــقُ الصباحَ، وصيفُ.
أيّها الموتورُ الغبـــــــــــــــــــيُّ كفانا،
قيلَ: في الماضي قدْ يقوّيـــــكَ ضعفُ.
غربةٌ، والنســـــــــــيانُ صعبٌ بطعنٍ،
خدعــــــــــــــوا اللهَ، والحكايةُ صنفُ.
أصمتي، إنَّ القتلَ حكمٌ وشـــــــــــرعٌ،
ليــــــــــــس للموتِ اليومَ حدٌّ وسقْفُ.
أســــــــــــردي قصّةَ الخطايا وساماً،
كلُّ آتٍ إلى الصحائـــــــــــــفِ حدْفُ.
يا بلاداً باعــــــــــــــــتْ تراباً وغنّتْ،
باسمِ كلبٍ، والاسمُ للشـــخصِ وصْفُ.
ســـــــــــــــــــيميعونَ بالرجاءِ متاعاً،
ينكحون الآفاقَ والظهــــــــــــرُ دلْفُ.
أيُّ زيْفٍ أنتــــــــــــــــمْ ترعرعَ فينا،
قدْ طغى في الوجوهِ رجْــــــسٌ وزيْفُ.
لا تسلْ عن هويّةٍ في فســــــــــــــــــادٍ،
كلُّ(روثٍ) في الماءِ يعـــــــــلو، ويطفو.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20/7/2013
==============
قدَّ من دبْرٍ
وســــــــــائدُ الليلِ لا تقوى، لتحملني.
وفي يديكِ ســــــــريرُ النورِ يحضنني.
عيناكِ أمّي غدي جرحي دمي شجني،
والســــــــرُّ في وجعِ النسيانِ يوقظني.
الروحُ عاشقةٌ ليلى بلا ســــــــــــــببٍ،
ليلــــــى البراءةُ في الإخلاصِ تملكني.
تلكَ الرســــــــالةُ في الأقفاصِ نكتبُها،
تحتَ الركامِ علـــــى الأنقاضِ والزمنِ.
أرضي بســـــــاطٌ من الأحلامِ مرتعُها،
صارتْ حريــــــقاً إلى الأوثانِ تركعني.
أبـــــــــدو غريباً بلا التاريخِ لا وطنٍ،
ولا وجودٍ علــــــــــى النيرانِ يصلبني.
هــــــــذي النهايةُ في التلمودِ مصدرُها،
ذلٌّ تحزّبَ، ينهيني، ويذبحـــــــــــــني.
أنا اليتيمُ بلا صــــــــــــــــــدرٍ أعانقُهُ،
أنا الســــــــــــجينُ بلا حضنٍ يطوّقني.
دمشـــــــــــــــقُ نبعُ حنيني لا مزاودةٌ،
حمصُ البكاءُ عن الأمواتِ تســـــــألني.
هلْ ضــاعَ في قببِ التزييفِ حاضرُنا،
باعوا الطهارةَ للأنجاسِ في العلــــــــنِ.
ميســـــــــونُ كانتْ على البهتانِ نائمةً،
قبلَ الصلاةِ على الأعقابِ تعرفنـــــــــي.
بالتْ علـــــــــى طرفِ الأخدودِ خائفةً،
شــــــــــــقّتْ قميصَكَ من دبْرٍ، لتنقذني.
ناموا الكهوفَ، وخلفَ البابِ حارســهمْ،
شــــــــــــمسٌ تقلّبُ كلباً جاءَ، يقضمني.
يا منْ تحاربُ في الشـــــــــيطانِ ذاكرةً،
من يقتــــــــــلُ الحقَّ، يغزو البرَّ يفتكني.
حـــــــــربٌ تلبّي بغاةَ الأرضِ في فرحٍ،
جاؤوا، لينتقموا، والجرحُ يشـــــــرطني.
يا زينبُ الجرحِ قومـــــــــي لانتقامِ دمٍ،
باغٍ (ترنّحُ) والســـــــــــردابُ يشملني.
عادتْ إليكِ دروبُ الحــــــــــــبِّ مقفرةٌ،
وفي ســـــــــــوادٍ من الإنصافِ تبلغني.
ســــــــــــاقتْ قطيعَكَ بالهيهاتِ تحلبُها،
نزُّ الصنينِ على الأوراكِ يلعقنــــــــــي.
إلى حماةَ ســــــــــــبيلُ الخوفِ نرسمُهُ،
تبكي النواعيرُ، طوقُ الموتِ يرعبنـــي.
أنا النحيبُ على الأحـــــــــــلامِ أكرمُها،
صبــــــــري تجلّدَ في الأعناقِ، يلفظني.
الدينُ يلـــــــــــــهثُ خلفَ القتلِ مغترباً،
والأرض عطشى، دماءُ الطهرِ تشربني.
الجوعُ كونٌ من الأجســـــــــادِ نعصرُهُ،
في طفلةٍ خرجـــــــــــتْ للحقِّ تنصفني.
كلِّ الحقائقِ ضـــــــــــاعتْ في مكابرةٍ،
كلُّ المعـــــــــــــــالم بيعتْ لو تصدّقني.
شـــــــــاخَ الضميرُ بكبتٍ، ماعَ قابضُهُ،
حكْمُ الســــــــــــــفالةِ في خسْفٍ يقيّدني.
كلـــــــــــبٌ يدورُ على الأرحامِ يفتكُها،
عبدٌ يبوسُ نعالَ الكلـــــــــــبِ، يجبرني.
يجتاحني وطنُ الأمواتِ في ســـــــــــقمٍ،
والشــــــيخُ يزرعُ، صبرُ اليأس يشطبني.
صاحتْ على وترِ الأوجاعِ يا حلبــــــي،
شــــــــــــــرٌّ يفتّتُ في الأحشاءِ، ينهشني.
أنا المســــــــافرُ في الصفصافِ بعدَ غدٍ،
زادي الدمــــــــــــوعُ على رتْقٍ يمزّقني.
جاءَ الخســـــيسُ من الطاغوتِ من عجمٍ،
قوّادُهُ قــــذرٌ، والغـــــــــــــــــــرُّ يقتلني.
تكالبتْ أمــــــــــــــمُ الأعراقِ في قرفٍ،
طفلٌ ينادي خلاصاً كانَ يســــــــــــكنني.
هذا العــــــــــــــراقُ من الأفّاكِ محترقٌ،
والشـــــــــامُ تسبحُ في التمزيقِ يا وهـني.
يمرُّ ســـــــــــــــــكّينُهُ في العنقِ يبترُهُ،
والذبحُ قانونُهُ، قدْ صــــــــــارَ يحكمني.
ســـــــــتختفي ضحكاتُ الخزْي ساخرةً،
ويخرسُ الباطلُ النعَّاقُ في وطــــــــــني.
ويشرقُ النورُ وضاءً يبثُّ ســـــــــــــــناً،
على مشــــــــــارفِ نصرٍ،، غاليَ الثمنِ.
نعم، نُجرَّعُها كأســــــــــــــــاً مضرَّجةً،
معينُها المسْـــــــــــــــكُ فوَّاحٌ من الكفنِ.
أقمتُها ســــــــــــــــــجدةً للتيهِ في رئتي،
في زفرةِ الحزنِ فانســــــابتْ، لتشهقني.
صياغةُ الموتِ أعيتْ حبـــــــــرَها لغةٌ،
ولكنةُ الجرحِ تحييـــــــــــــها، وتنزفني.
هذي البلادُ شـــــــــــــهيدٌ، كيف توقفُها،
في الصــــــــرخةِ اقتلعتْ رعباً يزلْزلني.
هذي البلادُ أنا، جدّي ،أبي، ولــــــــــدي،
فاعبرْ على جســــــدي، إنْ كنتَ تسلبني.
هذي البلادُ صـــــــــــــلاةُ اللهِ في كتبٍ،
فارفعْ يداً، كي ترى الإصــــرارَ يدفعني.
يا أرضُ يا قدرَ الإنســـــــــانِ في ألمٍ،
ســـــــــــــــــــتفتحُ الفجرَ من قيدٍ يكبّلني.
ـــــــــــــــــــــ
4/2/2014
تركيا/ملاطيا/مخيم بي داغ
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
سورية حماة عقرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى