يتحدث بعض الكُتاب العراقيين بأستمرار عن العدالة والمساواة ومبدأ المواطنة للجميع ، وهم قابعون في ابراجهم الاوربية بعيداً عن واقع مجتمعهم واوضاعهم السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية ، في محاولة لاستقطب انتباه جمع غفير من الجماهير باتهام الآخرين بالشوفينية بروح العنصرية او الطائفية ، كأنهم لا يسمعون شيئاً مما يجري على ارض الواقع . فاحترامي لهولاء الكُتاب ، وتصرفاتهم هذه قد تفيدهم الى حين في تشويش افكار الناس .
من المفارقات الغريبة العجيبة في الامر ان معظمهم يتكلمون عن التجربة الديمقراطية من خلال الفضائيات بملئ الفم وهم ابعد الناس عنها او يكتبون في المواقع الالكترونية والصحف الورقية عن الوطنية والديمقراطية والحرية فهم لا بفقهونها ، يتباكون عن وحدة العراق .. فالتعصب يقطر من اقلامهم وآفواههم وبعيداً عن احترام اراء الآخرين . كل هذا تلفيق الاكاذيب وفبركة الافتراءات وتخوين الآخرين لتلميع وجه اسيادها الممولين مهما كانوا على خطأ وان كان الاخرون على جادة الصواب .
يسقط الكاتب في مطبات كثيرة حين يكون أسلوب تناوله لموضوع ما خاطئاً أو فاقداً للموضوعية. ويزداد الأمر سوءاً حين يكون أسلوب تناول شخصية ما تناولاً خاطئاً ومضراً بالشخصية مدار البحث وبالكاتب ذاته من خلال التحامل ، لان الكتابة فن وعلم وثقافة في آن. ويمكن أن يتلمس القارئ ذلك من أسلوب تناول القضايا التي يبحث فيها هذا الكاتب أو ذاك.
العراق يحتاج ثقافة التسامح ، ومطلوبة أكثر من أي وقت مضى ، سواء داخل المجتمع المتنوع أثنياً ودينياً ، لان ثقافة التسامح أصبحت ضرورة وطنية وانسانية ملحة . لان الطائفية نجحت في بث الرعب في عمق مكونات الشعب العراقي ، وأنها تترك آثار وخيمة على بنية المجتمع ، وهذا اخطر الداهم ما يواجهه العراق الذي بات يهدد وحدة نسيج المجتمع العراقي .
لذلك المسرح السياسي العراقي بحاجة الى مشهد جديد ثابت يرسي آمال الثقة والاستقرار والسلام الدائم على بر الأمان للشعب العراقي على ارض الواقع ، وليس بحاجة الى الكتابات الخادعة ، والادعاءات الكاذبة بتمسك البعض بقيم الإنسانية والنخوة والكرم .
يدرك اغلب الكُتاب ان المسؤولية التي تقع على عاتقهم كبيرة جدا, من خلال نقل الاخبار وتنشرها في وسائل الإعلام , وتأتي هذه المسؤولية بسبب الاتصال المباشر بينه وبين الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي , ولهذا من الضروري ان يلتزم الكاتب بضوابط واليات تحكم عمله الصحفي من حيث صدق المعلومة والامانة في النقل وخلق الثقة بينه وبين الجمهور المتلقي , اضافة الى عدم الانحياز والتودد لطرف على الاخر, لان هذا سيخلق فجوة ثقة بين طرفي الاتصال.