القسم العاممختارات

تركيا تُطلق صرخات الوعيد والتهديد … عفرين قوية بإرادة أبنائها…

افتتاحية الوحـدة*

يكاد لا يخلو أي تصريح بخصوص سوريا لمسؤولين أتراك وعلى رأسهم رجب طيب أردوغان من عبارات الوعيد والتهديد ضد حضور الكُـرد ودورهم المتنامي، يطلقون العنان لصرخاتهم في سعي محموم لتطويق الإدارة الذاتية القائمة في المناطق الكردية وإفشالها ولأجل إلصاق تهمة الإرهاب بوحـدات حماية الشعب والمرأة YPG-YPJ ، رغم أن حكومة العدالة والتنمية على مدار سنوات كانت ولا تزال على علاقة مع شبكات تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين تحت يافطة (الجهاد والثورة)، ولم تتوانَ عن توفير مستلزمات الإبقاء على نشاطهما المدمرّ هنا وهناك، وإن تبدلت تلك العلاقة وتغيرت مساراتها مؤخراً، حيث قدّمت لهما تسهيلات واسعة لاستقدام آلاف العناصر من دول عديدة مع دعم لوجستي متواصل تحت أنظار أجهزة استخبارات عديدة.

على خلفية عدائها التاريخي لتطلعات الكُـرد السياسية والحقوقية، دأبت حكومة أنقرة على دفع فصائل مسلحة بالاعتداء على منطقة عفرين منذ عام 2012، وفي أحلك أيام حصار المنطقة لم تستجب لمطالبات شعبية ودولية بفتح ممرات إنسانية، بل عملت على تشديد الحصار وبناء جدار عازل على الشريط الحدودي الذي استدعى قضم الأراضي وقلع آلاف أشجار الزيتون، إضافةً إلى مشاركتها في قصف عفرين بالمدفعية الثقيلة مرات عدة وحشد القوات قبالتها، ولكي تتملص من سياساتها الفاشلة المضرة بالسوريين وتحجز لها موطئ قدم في سوريا تدخلت في مناطق اعزاز ومارع وجرابلس والباب دون معارك تُذكر مع داعش – بمثابة عملية استلام وتسليم – وذلك بعد تصالحها مع روسيا وضمن صفقات محددة، ومن ثم عقد سلسلة اجتماعات في أستانة بالاتفاق مع إيران أيضاً والتي خلصت إلى تأسيس مناطق ما تسمى بـ «خفض التصعيد».

بدعوى مكافحة الإرهاب سُميت محافظة إدلب كمنطقة «خفض التصعيد» بالاتفاق بين الدول الثلاث (روسيا، إيران، تركيا)، لتبدأ أنقرة بالدخول إليها ميدانياً اعتباراً من 8 تشرين الأول 2017 وتتوالى قوافل آلياتها العسكرية وذلك بالتنسيق المباشر مع قيادات هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) الإرهابية دون أي قتال وبمزاعم إعادة الانتشار، أي بقي الارهابيون بمنأى عن المحاسبة ولازالوا متمسكين بقواتهم، بينما تركيا أكملت قوساً آخر من تطويق منطقة عفرين بإقامة مراكز عسكرية على أطرافها الجنوبية، من جبل سمعان إلى بلدة آطمة.

حصار عفرين والاعتداء عليها من قبل تركيا لايخدم مصالح أي من شعوب المنطقة ولا أي حلٍ للأزمة السورية ولا أمن وسلامة تركيا (الأمن القومي التركي) سوى إرضاء تلك النفوس المريضة الحاقدة على الكُـرد، بل يُزيد الأوضاع تعقيداً.

ومن جهةٍ أخرى فإن عمليات اختطاف المدنيين الكُـرد من قبل بعض مسلحي كتائب (نبل والزهراء) الموالية للنظام، وتكرار حالات الاعتقال الكيفي والمضايقات بحق أبناء عفرين لا تُثلج إلا صدور غُلاة الشوفينيين وأعداء الوطن أينما كانوا.

رغم الجمود السائد حالياً في بعض المجالات وقلق البعض، إلا أن ثمة إرادة موحدة لدى أبناء وبنات عفرين بوجهٍ عام، قوية لاتلين، وهم يجمعون على صد أي اعتداء يستهدف منطقتهم ويعلنون وقوفهم إلى جانب وحـدات حماية الشعب والمرأة الـ YPG-YPJ التي تعمل ليل نهار في اتخاذ تدابيرها الضرورية دفاعاً في وجه أي عدوان سافر.

 * جريدة الوحـدة – العدد /291/ – تشرين أول 2017 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

 Elwehde-291-1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى